فوائد زيت خردل

فوائد زيت الخردل

يُستخرج زيت الخردل من بذور نبات الخردل، ويُعدّ عنصرًا شائعًا في المطبخ الهندي، إذ يشتهر بنكهته القوية ورائحته اللاذعة، وعلى الرغم من حظر استخدام زيت الخردل النقي كزيتٍ نباتي في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، إلا أنه غالبًا ما يستخدم موضعيًا كزيتٍ للتدليك، وكمصلٍ للبشرة، وكعلاجٍ للشعر، ويوجد نوعٌ من أنواع زيت الخردل آمنٌ للاستخدام، وهو زيت الخردل الأساسي الذي يُستخرَج بواسطة التقطير بالبخار لبذور الخردل^[١]، ولزيت الخردل العديد من الفوائد الصحية التي سنلقي الضوء على بعضها في هذا المقال، من أبرزها ما يأتي^[٢][١]:

• قد يُعزّز صحة القلب: يُعدّ زيت الخردل مصدرًا غنيًا بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (monounsaturated fatty acids) التي ظهر دائمًا من خلال الأبحاث أنها قد تُقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ وجدت إحدى المراجعات المنهجية لـِ12 دراسة، والتي نشرت عام 2011 أنّ الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة يكون ضغط الدم لديهم منخفضًا، وتحتوي أجسامهم على نسبة دهونٍ قليلةٍ مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون كمياتٍ أقلّ من هذه الأحماض^[٣].
• قد يُقلّل الالتهاب: يحتوي زيت الخردل على مركب الأليل أيزوثيوسيانات (allyl isothiocyanate)، ويُعدّ هذا المركب مفيدًا في تقليل الالتهاب، إذ وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 على مجموعة من الفئران المصابة بالتهاب القولون والتي عولجت بزيت الخردل، أنّ مركب الأليل إيزوثيوسيانات له خصائص مضادة للالتهابات ساعدت في علاج التهاب القولون، ولكنّ الأمر ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات على الإنسان لإثباته^[٤].
• قد يُخفّف أعراض البرد: غالبًا يُستخدَم زيت الخردل النقّي كأحد الطرق الطبيعية لتخفيف أعراض البرد، مثل السعال والاحتقان، ويمكن أيضًا استخدامه كتبخيرة؛ إذ يمكن إضافة بضع قطراتٍ من زيت الخردل النقي إلى الماء المغلي واستنشاق البخار، ولكن تجدُر الإشارة إلى أنه إلى الآن لا يوجد أي بحث علمي أو دراسة تُبثت فعليًّا إمكانية استخدام زيت الخردل للمشاكل التنفسية عامةً.
• قد يُبطّئ نمو الخلايا السرطانية: تشير العديد من الأبحاث إلى أنّ زيت الخردل قد يبطّئ نموّ وانتشار أنواع مُعيّنة من الخلايا السرطانية، إذ وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2003 على مجموعةٍ من الفئران المصابة بسرطان القولون، قُسّمت فيها مجموعة الفئران إلى 3 مجموعات عُولِجت إحداها بزيت الخردل، وعُولِجت المجموعة الثانية بزيت الذرة، والمجموعة الثالثة بزيت السمك، ووجدت الدراسة أنّ زيت الخردل النقي ساعد في منع نمو الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية من زيت الذرة أو زيت السمك، ولكن تجدُر الإشارة إلى أنّ الأمر ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات لإثباته^[٥].
• قد يُعزّز صحة الجلد والشعر: قد يساعد تطبيق زيت الخردل النقي موضعيًّا في تحسين صحة الشعر والجلد، ويُخلَط أحيانًا بالشمع ويُطبَّق على القدمين للمساعدة في علاج تشققات الكَعبَين، ولكن تجدُر الإشارة إلى ضرورة الحاجة للمزيد من الأبحاث والدراسات لإثبات هذه الفوائد.
• قد يُخفّف الألم: كما ذكرنا سابقًا أنّ زيت الخردل يحتوي على مركب الأليل أيزوثيوسيانات، الذي يمتاز بخصائص مؤثّرةٍ على مستقبلات الألم في الجسم، كما أنه غنيٌ أيضًا بحمض الألفا لينولينيك، وهو نوع من أحماض الأوميغا 3 الدهنية التي قد تُقلّل الالتهابات، وتُخفّف الألم الناجم عن حالات التهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وهذا ما أكّدته إحدى الدراسات التي أجريت عام 2012 على مجموعةٍ من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل وعوجلوا بزيت الخردل لمدة 3 شهور، وتمّ دراسة تأثيره بإعطاء الزيت لمجموعة من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، والتي بلغ عددها 183 مريضًا، ومقارنتها بمجموعةٍ أخرى من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي لم يتم إعطاؤها زيت الخردل وكان عددها 187 مريضًا، وتبين أنّ المجموعة الأولى قلّ استخدامها لمسكِّنات الألم غير الستيرويدية أي أنّ ألم المفاصل قلّ لدى هذه المجموعة^[٦].
• قد يمنع نموّ الميكروبات: وجدت دراسة أجريت عام 2014 أنّ زيت الخردل الأساسي يمتلك خصائص قويةً مضادةً للميكروبات، وقد يمنع نموّ أنواع مُعيّنة من البكتيريا الضارّة^[٧]، بالإضافة إلى ذلك اكتشفت دراسةٌ مخبرية أجريت عام 2015 أنّ زيت الخردل الأساسي قد يمنع نمو أنواعٍ معينة من الفطريات والعفن^[٨].

أضرار محتملة لزيت الخردل

قد يشكّل زيت الخردل خطرًا كبيرًا لأنه يحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من حمض الأيروسيك، وهو نوعٌ من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة الموجودة في العديد من الزيوت، ويُعدّ حمض الأيروسيك آمنًا عند تناوله بجرعات صغيرة، لكنّ الجرعات العالية منه قد تكون خطِرة، إذ تشير إحدى الأبحاث التي أجريت عام 2016 على الحيوانات إلى أنّ هذا الحمض على المدى الطويل قد يتسبّب في حدوث حالةٍ قلبيةٍ تُسمّى داء العضلة القلبية، ويمكن أن تُشكّل المستويات العالية منه مخاطر على مجموعاتٍ معينةٍ من الأشخاص بما في ذلك الأطفال^[٩]، كما أنه في عام 2016  أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيرًا من أنّ زيت الخردل ليس آمنًا للاستخدام في الطهي بسبب محتواه العالي من حمض الأيروسيك، أي لا يُسمح باستخدامه كزيتٍ للطبخ في الولايات المتحدة^[٢].

كيف يمكنكِ استخدام زيت الخردل؟

توجد العديد من الاستخدامات لزيت الخردل في مجالات الطبخ والصحة، وفيما يأتي توضيحٌ لأبرز طرق استخدامه^[١٠]:

استخدامات زيت الخردل في الطبخ

• يمكن استخدامه في العديد من الأطباق الهندية كمُكونٍ رئيسي في الأطباق النباتية وغير النباتية.
• يمكن استخدامه كصلصةٍ لتحضير السلطة مع الليمون والعسل.
• يمكن تحضير العديد من المخللات باستخدامه.

استخدامات زيت الخردل الصحية

• يمكن وضع زيت الخردل على البشرة لمدة 10 دقائق للمساعدة في إزالة البقع الداكنة، وتقليل علامات الشيخوخة.
• يمكن تدليك الجسم بالكامل بزيت الخردل الذي يغذّي البشرة بعمق، كما أنه يُرخّي عضلات الجسم.
• يمكن استخدام زيت الخردل المغلي مع أوراق الحناء لزيادة نمو الشعر وتقوية بصيلات الشعر.
• يمكن للرجال استخدام زيت الخردل لزيادة نمو شعر لحيتهم بشكلٍ أسرع، وذلك من خلال ملئ قارورة زجاجية زرقاء اللون بزيت الخردل ووضعها في الشمس، ويفضل أن يكون ذلك في الصباح الباكر من كل يوم لمدة 40 يومًا، وبعد ذلك يمكن البدء في استخدام زيت الخردل على اللحية والشارب لإعادة نمو الشعر وزيادته.

من حياتكِ لكِ

يُعدّ زيت الخردل آمنًا لكِ إذا كنتِ حاملًا أو مرضعًا في المستويات الموجودة في الطعام، إذ يمكنكِ تناول العديد من الأطباق الشهية مع صلصة الخردل أو زيت الشجر أو بذور الخردل، إذ يساعدكِ الخردل في تعزيز مناعة جسمكِ لمنع الالتهابات والأمراض الخطيرة وذلك لاحتوائه على مستوياتٍ عالية من المعادن، مثل الحديد والمنغنيز والنحاس، كما أنه يعزز عملية التمثيل الغذائي في جسمكِ أثناء الحمل والرضاعة مما يساعدكِ في تنظيم وزنكِ بشكلٍ فعّال وذلك لاحتوائه على مستوياتٍ عالية من الثيامين أو ب-1، وحمض الفوليك، والريبوفلافين أو ب-2، والفيتامينات الأخرى، وعلى الرغم من ذلك يجب عليكِ التأكد من تنظيم وتقليل كمية الخردل التي تتناولينها، فقد يؤدي الإفراط في تناوله أثناء الحمل إلى الإجهاض، لذلك استشيري طبيبكِ إذا كنتِ ترغبين في تناول بذور الخردل أو زيت الخردل أثناء الحمل والرضاعة^[١١].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Rachael Link (2020-06-02), "8 Benefits of Mustard Oil, Plus How to Use It", healthline, Retrieved 2020-11-08. Edited.
2. ^ ^{أ ب} Debra Rose Wilson (2019-03-12), "What to know about mustard oil", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-08. Edited.
3. ↑ Schwingshackl L, Strasser B,Hoffmann G (2011-09-14), "Effects of Monounsaturated Fatty Acids on Cardiovascular Risk Factors, A Systematic Review and Meta-Analysis", karger, Page 176-186. Edited.
4. ↑ Munkhtugs Davaatseren,Jin-Taek Hwang,Jae Ho Park, and others (2014-07-22), "Allyl Isothiocyanate Ameliorates Angiogenesis and Inflammation in Dextran Sulfate Sodium-Induced Acute Colitis", journals, Page 102-975. Edited.
5. ↑ Chandradhar Dwivedi 1, Laurie A Muller, Dawn E Goetz-Parten, and others (2003-06-30), "Chemopreventive effects of dietary mustard oil on colon tumor development", pubmed, Issue 1, Folder 196, Page 29-34. Edited.
6. ↑ Young-Ho Lee, Sang-Cheol Bae, Gwan-Gyu Song, and others (2012-07-24), "Omega-3 polyunsaturated fatty acids and the treatment of rheumatoid arthritis, a meta-analysis", pubmed, Page 356-62. Edited.
7. ↑ Emefa A Monu, Jairus R D David, Marcel Schmidt, and others (2014-12-02), "Effect of white mustard essential oil on the growth of foodborne pathogens and spoilage microorganisms", pubmed, Page 2062-8. Edited.
8. ↑ Beatriz Mejia-Garibay, Enrique Palou, Aurelio Lopez-Malo, and others (2015-04-01), "Composition, diffusion, and antifungal activity of black mustard (Brassica nigra) essential oil when applied by direct addition or vapor phase contact", pubmed, Page 843-8. Edited.
9. ↑ "Erucic acid a possible health risk for highly exposed children", efsa, 2016-11-08, Retrieved 2020-11-08. Edited.
10. ↑ Sindhu Koganti (2020-06-22), "23 Promising Benefits Of Mustard Oil For Skin, Hair, And Health", stylecraze, Retrieved 2020-11-08. Edited.
11. ↑ MANJIRI KOCHREKA (2019-07-23), "Is It Safe To Eat Mustard During Pregnancy?", momjunction, Retrieved 2020-11-08. Edited.