عمليات تجميل الأنف

عمليات تجميل الأنف

ما هي عمليات تجميل الأنف؟

عملية تجميل الأنف هي عملية جراحية لتغيير شكل الأنف، وقد يكون الدافع وراء عمليات تجميل الأنف هو تغيير مظهر الأنف، أو تحسين عملية التنفس، أو كلاهما[١].

يتكوّن الجزء العلوي من هيكل الأنف من العظم، أما الجزء السفلي فيتكوّن من الغضاريف، ويمكن أن تؤدّي عملية تجميل الأنف إلى تغيير شكل عظام الأنف، أو غضاريفه، أو شكل جلده، أو الثلاثة معًا، ولكن يجب سؤال جراح التجميل أولًا إذا ما كانت العملية تناسب الشخص، وما يمكن أن تُحقّقه من نتائج، إذ يأخذ الجراح العديد من الأمور بعين الاعتبار عند التخطيط لعملية تجميل الأنف، منها ميزات الوجه، والجلد الموجود على الأنف، وما الذي يرغب الشخص بتغييره، وعادةً ما يضع الطبيب خطّة جراحية خاصّة بكل شخص[١].


ما هي أسباب اللجوء لعمليات تجميل الأنف؟

قد يخضع الشخص لعملية تجميل الأنف لإصلاح الأنف بعد التعرّض لإصابة، أو لتصحيح العيوب الخلقية، أو لتحسين عملية التنفس، أو لأنّ الشخص لا يكون راضيًا عن مظهر أنفه، وتتضمّن التغيرات المحتملة التي يمكن أن يقوم بها الجراح في الأنف خلال العملية على ما يلي[٢]:

  • تغيير حجم الأنف.
  • تغيير زاوية الأنف.
  • تقويم جسر الأنف.
  • تضييق فتحتيّ الأنف.

إذا كان الهدف من عملية تجميل الأنف هو تحسين المظهر الخاصّ بالأنف، وليس لغاياتٍ طبيةٍ، فيجب على الشخص الانتظار حتى يكتمل نموّ عظم الأنف، أيّ عندما تبلغ الفتاة 15 عامًا، أما بالنسبة للذكور فيمكن الانتظار لأكثر من سنّ 15 عام، ولكن إذا كان الهدف من الجراحة تحسين التنفس فيمكن أن تُجرَى جراحة تجميل الأنف في سنٍّ أصغر[٢].


تعرّفي على أكثر عمليات تجميل الأنف انتشارًا

يتضمّن النوعان الأساسيّان من عمليات تجميل الأنف على عمليات تجميل الأنف المفتوحة، وعمليات تجميل الأنف المغلقة، إلا أنّ هناك العديد من أنواع عمليات تجميل الأنف الثانوية، وتتضمّن بعض أنواع عمليات تجميل الأنف الشائعة على ما يلي[٣]:

  • عمليات تجميل الأنف المفتوحة: تستخدم العمليات المفتوحة لغايات إعادة تشكيل الأنف الكبيرة، وتنطوي على صنع شقّ في الشريط العمودي من الجلد الذي يفصل بين فتحتيّ الأنف، والذي يُعرَف بالعُميد، ثمّ يرفع الجراح الأنسجة الرخوة عن البنية الأساسية للأنف حتى يتمكّن من رؤية التركيب الداخلي للأنف.
  • عمليات تجميل الأنف المغلقة: تُجرَى العمليات المغلقة لغايات إعادة تشكيل الأنف الطفيفة، وتنطوي على عمل شقوق داخل الأنف، ثم يُفصَل جلد الأنف عن العظم والغضاريف التي تُشكّل الدعامة الأساسية للأنف، وبمُجرّد الكشف عن العظام والغضاريف يمكن إزالتها، أو إعادة تشكيلها، أو إعادة ترتيبها لتحقيق الشكل الجديد المطلوب للأنف.
  • العمليات الترميميّة: تُعرَف هذه العمليات أيضًا بالعمليات الثانوية، وتُجرَى عادةً لتصحيح المشكلات التي تستمرّ أو تتطوّر بعد التعرّض لجراحة سابقة في الأنف، وعلى الرغم من أنّ هذه المشاكل قد تكون بسيطةً، ويمكن تصحيحها بسهولة، إلا أنّ جراحة ترميم الأنف تُعدّ أكثر تعقيدًا من العمليات الأساسية لتجميل الأنف، ويمكن أن تُجرى العمليات الترميميّة كجراحة مفتوحة أو مغلقة.
  • تجميل الأنف بالحشو: تتضمّن هذه الإجراءات الطبية استخدام حشوات للأنف (الفيلر) قابلة للحقن لملء الانخفاضات، أو لتخفيف الزوايا الحادّة، أو لتغيير زاوية طرف الأنف لاستعادة تناسق الأنف بدلًا من إزالة نتوء الأنف جراحيًّا، وعلى الرغم من فعاليّة الحشو، إلى أنّ الحشوات القابلة للحقن لا تُعطي نتائج دائمة.


ما هي طريقة إجراء عمليات تجميل الأنف؟

تُقسّم عملية تجميل الأنف لثلاث مراحل، وتتضمّن هذه المراحل على ما يلي:

قبل العملية

توجد العديد من الخطوات التي يجب القيام بها قبل جراحة الأنف التجميلية، وأهم هذه الخطوات هي معرفة التاريخ الطبي للمريض بما في ذلك تاريخ إصابته بانسدادات الأنف، والتاريخ الجراحي له، والأدوية التي يستخدمها، وإذا كان لدى المريض أيّ اضطرابات نزفية، مثل الناعور أو الهيموفيليا، إذ قد لا يكون المريض مؤهلًا لإجراء الجراحة إذا كان يعاني من أحد هذه الاضطرابات، ومعرفة الدافع والأهداف خلف العملية، وتتضمّن الخطوات الأخرى قبل العملية على ما يلي[١]:

  • الفحص البدني الشامل، وإجراء الفحوصات المخبرية مثل: فحوصات الدم، وفحص سمات الوجه، وداخل وخارج الأنف من قبل الطبيب، إذ تساعد هذه الفحوصات على تحديد التغيّرات التي يحتاج المريض لإجرائها، وكيف ستؤثّر الصفات الجسدية للمريض، مثل قوة الغضروف، وسماكة الجلد على النتائج النهائية للعملية، كما يُعدّ الفحص البدني حاسمًا في تحديد أثر العملية على تنفّس المريض.
  • يأخذ الطبيب صورًا للأنف من زوايا مُتعدّدة، ويمكن أن يستخدم برنامج حاسوبي لتعديل الصور لعرض النتائج المتوقّعة للجراحة على المريض، وتستخدم هذه الصور أيضًا لتقييم وضع الأنف قبل وبعد الجراحة، وتصبح مرجعًا للطبيب أثناء الجراحة، ولمراجعات المريض على المدى البعيد، وتسمح للمريض بتحديد أهدافه من الجراحة وتوضيحها للطبيب.
  • مناقشة التوقّعات مع الطبيب، إذ تساعد مناقشة توقّعات المريض مع الطبيب على توضيح ما الذي يمكن أن تفعله العملية للأنف، وما لا يمكنها فعله، وما يمكن تحقيقه من هذه التوقعات، ومن المهم أن يكون المريض منفتحًا مع الطبيب في الحديث عن رغباته وأهدافه من الجراحة.
  • شخص معك المريض في المستشفى، بمجرّد تحديد موعد للجراحة سيحتاج المريض لترتيب وجود شخص يصطحبه إلى المنزل، ويبقى معه لمدة يومين على الأقل بعد الجراحة، إذ يمكن أن يعاني المريض من الآثار الجانبية للتخدير مثلالنسيان، والتشوش العقلي، وردات الفعل البطيئة في الأيام التالية للجراحة.
  • تجنّب بعض أنواع الأدوية، منها التي تحتوي على الأسبرين، والآيبوبروفين قبل الجراحة وبعدها لمدة أسبوعين على الأقل، إذ قد تزيد هذه الأدوية من خطر النزيف خلال العملية، كما لا يجب على المريض تناول أيّ أودية لا يوافق عليها الجراح، ويجب تجنّب استخدام العلاجات العشبية، والمُكمّلات الغذائية التي يمكن الحصول عليها دون وصفةٍ طبية.
  • التوقف عن التدخين، للمريض المُدخّن، إذ يمكن أن يُبطّئ التدخين عملية الشفاء بعد الجراحة، ويجعل المريض أكثر عُرضةً للإصابة بالعدوى.

لا يوجد سلسة مُرتّبة من الخطوات لجراحة تجميل الأنف، إذ يمكن أن تكون كل عملية جراحية فريدة من نوعها حسب حالة المريض، والأهداف المرجوة من الجراحة، وفي بعض الحالات إذ كانت ذقن المريض صغيرة، فقد يقترح الطبيب إجراء جراحة لتكبير الذقن، لأنّ الذقن الصغيرة تجعل مظهر الأنف أكبر، ولكن لا تُجرَى جراحة تكبير الذقن في نفس الوقت مع جراحة الأنف، وقد ينصح بها الطبيب لتحسين توازن مظهر الوجه.

خلال العملية

يعتمد نوع التخدير الذي يلجأ إليه الجراح على مدى تعقيد الجراحة، وتتضمّن أنواع التخدير لعملية جراحة الانف على ما يلي[١]:

  • التخدير الموضعي: يُستخدَم دواء مُسكّن في هذا التخدير، وعادةً ما يُستخدَم التخدير الموضعي عند إجراء الجراحة في العيادات الخارجية، ويقتصر مفعول هذا المُخدّر على منطقة مُعيّنة من الجسم، وينطوي على حقن مُخدّر في أنسجة الأنف، ويُعطَى المريض مُسكّنًا آخرًا من خلال الوريد ممّا يجعل المريض يشعر بالدوخة، ولكنّه لا ينام.
  • التخدير العام: يُجرى التخدير العام من خلال استنشاق المريض للمُخدّر، أو إعطائه المُخدّر عن طريق الوريد، ويُؤثّر هذا النوع من التخدير على الجسم بشكلٍ كاملٍ، ويُسبّب فقدان الوعي خلال الجراحة، ويتطلّب التخدير الكلّي استخدام أنبوب التنفّس أيضًا.

تُجرَى العملية التجميلية للأنف من داخل الأنف، أو من خلال إجراء شق خارجي في في قاعدة الأنف بين فتحتيّ الأنف، ومن المحتمل أن يعيد الجراح تنسيق العظم والغضروف تحت الجلد للمريض.

قد يستوجب تجميل شكل الأنف على تغيير شكل عظم الأنف أو الغضروف بعدّة طرق، بالاعتماد على بنية الأنف، والمواد المتوفرة، والمقدار الوجب إضافته أو استئصاله من بنية الأنف، وللتغيرات الصغيرة فقد يأخذ الجراح غضارف من عمق الأنف أو من الأذن، أما من أجل التغييرات الكبيرة فقد يلجا الجراح لأخذ الغضاريف من الأضلاع أو الأنسجة والعظام الموجودة في مناطق أخرى في الجسم، وبعد الانتهاء من إجراء التغييرات في الأنف يعيد الجراح الأنسجة والجلد إلى مكانه ويخيط الشق في الأنف، وفي بعض الحالات إذا كان الحاجز الأنفي ملتويًا أو مثنيًّا (انحراف الوتيرة) فقد يصلحه الجراح أثناء العملية.

يدخل المريض إلى غرفة الإنعاش بعد الجراحة، لمراقبة عودته لوعيه، ويمكن أن يُغادَر المستشفى في يوم الجراحة، أو قد تكون هناك حاجة لبقاء المريض لمدة ليلة واحدة في المستشفى إذا كان يعاني من المشاكل الصحية.

بعد العملية

يحتاج المريض إلى الراحة في السرير بعد الجراحة، ولتجنّب تطوّر التورّم يجب على المريض رفع رأسه أعلى من مستوى الصدر، وقد يواجه المريض احتقان الأنف بسبب التورّم نتيجةً لوجود الجبائر التي يضعها الطبيب داخل الأنف أثناء العملية، وفي أغلب الحالات تبقى الضمادات الداخلية لمدة تتراوح بين 1-7 أيام، أما الجبائر فتحتاج للبقاء لمدة 7 أيام في الأنف بعد الجراحة[١].

قد يواجه المريض تصريف المخاط، والنزيف الخفيف، وتصريف الدم القديم من الأنف بعد الجراحة أو إزالة الضمادة، ويمكن للخطوات الوقائية التالية أن تُساعد المريض على تقيل فرص الإصابةبالنزيف أو بالتورم[١]:

  • استخدام حوض الاستحمام بدل الدُش للاستحمام أثناء وجود السدادات في الأنف.
  • تجنّب ممارسة الرياضات والنشاطات العنيفة بعد الجراحة.
  • تجنّب مخط الأنف.
  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف، كالفواكه لتجنّب الإصابة بالإمساك والضغط على موقع العملية عند دخول الحمام.
  • الابتعاد عن تعبيرات الوجه الشديدة، مثل الضحك والابتسام.
  • الابتعاد عن ارتداء الملابس التي تحتاج للسحب لأعلى الرأس، وارتداء الملابس ذات الأربطة الأمامية.
  • تجنّب ارتداء النظارات بما في ذلك النظارات الشمسية لمدة 4 أسابيع بعد العملية، لمنع حدوث ضغط على الأنف.
  • تنظيف الأسنان بلطف للحدّ من حركة الشفّة العليا.

قد يحدث توّرم أو تغيّر للون الأزرق أو الأسود في الجفون يستمرّ لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة، وقد يساعد الحدّ من تناول الصوديوم في النظام الغذائي على التخلص من التورم بشكل أسرع، ولكن لا يجب استخدام عبوات الثلج أو الأكياس الباردة على الأنف بعد الجراحة.


هل توجد أي آثار جانبية لعمليات تجميل الأنف؟

تُعدّ عمليات تجميل الأنف من العمليات عالية الخطورة، إذ قد لا تتوافق نتائج الجراحة مع توقّعاتكِ أو توقّعات الطبيب، ويعود السبب في ذلك إلى عدم قدرة الجراح على توقّع النتائج الجمالية التي ستحصلين عليها بعد الجراحة، كما يمكن أن تختلف النتائج الجمالية تمامًا بعد العملية بعام واحد، وتُعدّ ديناميكيات شفاء الأنف بعد العملية من المُسبّبات لهذه التغيرات في نتائج العملية، بسبب دخول الكثير من أنواع الأنسجة في هذه الجراحة مثل: العظام، والغضاريف، والجلد، والأنسجة الرّخوة، والغشاء المخاطي، والدهون، والعضلات، والأعصاب، والأوعية الدموية، إذ لا يمكن للجراح السيطرة على ردود الفعل لهذه الأنسجة بعد الجراحة خاصّةً الغضروف، وتتضمّن المخاطر التي قد تتطوّر نتيجةً لهذه الجراحة على ما يلي[٤]:

  • انسداد الأنف: قد تتسبّب عملية تصغير الأنف في اضطرابات التنفس لديكِ، وتُعدّ هذه المشكلة من المشاكل التي يعاني منها ما يقارب 70% من المرضى الذين يتعرّضون لجراحة تجميل الأنف، ولكن يجب عليكِ الأخذ بعين الاعتبار أنّ الندوب الناجمة عن الجراحة، وفقدان الإحساس بالغشاء المخاطي قد يُسبّب الشعور بانسداد الأنف بعد الجراحة أيضًا.
  • الخلع، والامتصاص، والنتوء، والعدوى: تتمثّل المخاطر الرئيسية في عمليات زرع العظم في خلع العظم من مكانه، أو امتصاص الأنسجة العظمية إلى الدم، بينما يمكن أن تتسبّب الزرعات الغير عضوية في تطوّر العدوى والنتوءات في الأنف.
  • مضاعفات الجلد والأنسجة الرخوة: تتضمّن المضاعفات التي قد تتطوّر في الجلد والأنسجة الرخوة لديكِ على ضمور أو تليّف الأنسجة، أو الشعور بالخدر، أو تجمع الخُراج نتيجةً لإزاحة الغشاء المخاطي من مكانه، أو تطوّر الورم الحبيبي تحت الجلد نتيجةً لاستخدام المراهم.
  • التورّم: يعتمد تورّم الأنف لديكِ بعد الجراحة على التقنية المستخدمة من قبل الجراح في قطع العظم، وقد يتسبّب قطع العظم عن طريق الجلد في عدم تطوّر الكثير من التورّم، ولكن قد تؤدّي هذه الطريقة إلى ظهور الندوب على الأنف.
  • العدوى: تُعدّ حالات العدوى في جراحة تجميل الأنف نادرة، وفي بعض الأحيان قد يتطوّر نوع من العدوى مُهدّد للحياة يُعرف بمتلازمة الصدمة التسمميّة، ويزداد خطر الإصابة بالعدوى عند الجمع بين جراحة تجميل الأنف وجراحة الجيوب الأنفية، كما يمكن أن تتسبّب الجراحة في إصابة الناحية الحجاجية حول العين، وتتضمّن أنواع العدوى الأخرى على النخر الجفني، وقد تتطوّر الإصابة بالعمى نتيجة انسداد الشريان الشبكي المركزي.
  • تشوهات ما بعد الجراحة: تُعدّ تشوهات ما بعد الجراحة من المخاطر الرئيسية المعروفة لعمليات الأنف التجميلية، وقد يحتاج ما يقارب 5-15% من المرضى إلى إجراء عمليات الترميم بعد جراحة الأنف، وتتضمّن التشوهات الأكثر شيوعًا بعد الجراحة على تطوّر الشكل المنقاري للأنف.
  • المضاعفات الأخرى: يمكن أن تتضمّن المضاعفات الأخرى عند إجراء جراحة تجميل الأنف على سيلان الأنف، وتلف الدماغ، وتشكّل الناسور بين الجيوب الكهفية والشريان السباتي، وتمدّد الأوعية الدموية، وتجلّطات الجيوب الكهفية، وتغيّر لون القاطع الأنفي نتيجةً لتلف الأوعية الدموية والأعصاب.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Rhinoplasty", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  2. ^ أ ب Teresa Bergen, "Rhinoplasty", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  3. "Cosmetic Nose Surgery", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  4. "Risks and complications in rhinoplasty", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-14. Edited.

فيديو ذو صلة :