لماذا يخاف الأطفال من النوم وحدهم؟ وكيف يمكن التعامل معهم؟

لماذا يخاف الأطفال من النوم وحدهم؟ وكيف يمكن التعامل معهم؟

لماذا يجب أن ينام طفلكِ وحده؟

يتطلّب نوم الطفل وحدهُ مجهودًا كبيرًا، وإذا رفض طفلكِ النوم بمفرده يجب عليكِ ألّا تستسلمي لِقراره، بل عليكِ تشجيعه على عادة النوم وحده منذ صغره، حتّى وإن مانع ذلك، حتى لا تواجهي عناده ونوبات غضبه عندما يكبر، وغالبًا ما تكونُ لكلِّ طفلٍ عادة معيّنة قبل نومه، فبعض الأطفال قد يطلبونَ بطانية معيّنة، أو لعبتهم المفضلة للنوم، بينما قد يُفضّل الأطفال الآخرون أن يكون أحد والديهم قريبًا منهُم لا سيما الأم، وقد يبدو الأمر عاديًّا وجميلًا في بداية عمره، ولكن قد تصبحِ هذه العادة مشكلة عندما يكبر الطفل، فقد يفشل في النوم، أو يُصاب بالفزع حينما لا يكون أحد والديه الذي اعتاد النوم إلى جانبه موجودًا، لِذلك من الضروري تعليم الطفل النوم وحده، فعندما يكون الطفل صغيرًا جدًّا يكونُ مرتبطًا بأمّه للغاية، لذلك من البديهي أن ينام إلى جانبها، ولكن مع نموّه سيتعيّن على الأم تعليم طفلها النوم بمفرده، وتوجد عدّة أسباب لجعل طفلكِ ينام وحده، ومنها أن يتعلّم طفلكِ الاعتماد على نفسه، فعندما يكونُ صغيرًا ويستيقظ في منتصف الليل، فإنّهُ يميل إلى أن تحمليه وتحتضنيه حتى يعود للنوم مرّةً أخرى، ولكن عندما يكبر ينبغي أن يتعلّم كيف يهدأ وحده دونِ مساعدتكِ، أو الاعتماد عليِكِ، ومن الأسباب التي تدعوكِ لِتعليم طفلكِ النوم بمفرده عدم تعويد طفلكِ على التعلّق فيكِ طوال الوقت، بِما في ذلك وقت النوم، لأنّهُ سيعتقد أنكِ مُكرّسةً لهُ فقط، ممّا قد يمثّل لاحقًا مشكلةً لكِ ولطفلكِ، كما أنَّ اعتياد الطفل على النوم وحده يُعزّز من تقديره لِذاته، ويُشعرهُ بالاستقلالية والثقة بالنفس، ونوم الطفل بمفرده منذ صغره يُدرّبهُ على التصرّفِ وحده عندما يكبر في أوقاتٍ لا تكون والدتهُ موجودة، مثل الرحلات المدرسيّة، وفي حين قد يرغب الآباء في النوم مع أطفالهم بعدَ الابتعادِ عنهم طوال اليوم، فإنّهُ من الأفضل أن يقضي بعض الوقت معهُ على وجبة العشاء، وفي ممارسة بعض الأنشطة الأخرى، مع المحافظة على ترك الطفل ينام وحده بعد ذلك[١].


لماذا يخاف طفلكِ من النوم وحده؟

يخشى بعض الأطفال من النوم بِمفردهم رغم الكلمات المطمئنة والمُشجعة لهم، ويُصرّون على النوم إلى جانب أمهاتهم، رغم كل الجهود المبذولة لِتبديد مخاوفهم، وقد يؤدي إصرار طفلكِ على عدم النوم بمفرده إلى حدوث صراع يُزعج الجميع، وستواجهينَ الكثير من الجدال والدموع خلال وقت الذهاب إلى النوم، وهذا ما قد يُشعركِ بالقلق، ويدعوكِ للشك بأنَّ طفلكِ يملك مشكلةً عاطفية، وأنَّ لديه شعورًا بِعدم الإحساس التام بالأمان، فضلًا عن أنَّ محاولات جعل طفلكِ ينام وحده ستستغرق منكِ الكثير من الوقت، وقد يكون هذا الوقت على حسابِ علاقتكِ مع زوجكِ، وإذا أردتِ معرفة السبب الحقيقي وراء عناد طفلكِ وإصراره على النوم إلى جانبكِ، فهوَ ببساطة وجود بعض التخيّلات الوهمية في دماغ الطفل بأنّهُ يتعرّض للتهديدات، فمع نمو الأطفال فإنّ خيالاتهم تنمو، بِما في ذلك تخيّل الطفل لأشياء مُخيفة قد تحصل لهُ إن نام وحده، مثل تخيّله لِتعرّضه للخطف، أو تخيّله لِدخول لصوص إلى المنزل، وهذه التخيّلات ستُؤدي إلى خوف طفلكِ ورفضه النوم بِمفرده، وقد تبدأ مشكلة إصرار طفلكِ على عدم النوم بِمفرده عند مشاهدته لِفيلمِ مخيف، أو سماعه لِتعرّض منزل أحد الجيران للسرقة، أو قد يكون طفلكِ قد رأى عملية اختطاف أو عنف في الأخبار، وربما بدأت هذه المشكلة بعدَ حادث سيارة، أو بسبب تعلّق طفلكِ الزائد فيكِ واعتياده على النوم إلى جانبكِ منذ صغره، ولن تُفلح كل محاولات إقناعه ومناقشاتكِ العقلانية في حل مشكلة طفلكِ؛ فعندما يخاف الأطفال سيسعونَ إلى الاحتماءِ بِوالديهم، لذلك لن يستمع طفلكِ إلى كلامكِ المتطوّر والمُقنع والذي تستخدمينهُ للقضاءِ على التهديدات القديمة جدًّا الراسخة في دماغِ طفلكِ، فقد وُجد أنَّ هذه التخيّلات المخيفة بدأت تلوح في عقول البشرية منذ 200.000 سنة، لذلك فإنّ الحل الأمثل للتلغّب على هذه المشكلة هيَ توفير النوع والقدْر المناسبانِ من الاطمئانِ لطفلكِ، ويكونُ هذا بتطويرِ قدرته على تهدئة نفسه فهوَ أدرى بِمخاوفه، وعندما يفعل ذلك فسيُعمّم هذه القدرة على من الاستقلالية والإتقان على جوانبِ حياته الأخرى، ممّا سيزيدُ من إحساسه بالثقة والقوة في كل شيء يفعله، فالأطفال الذين يمكنهم أن يريحوا أنفسهم هم أكثر اعتمادًا على الذات وأكثر ثقة بأنفسهم[٢]


كيف يمكنكِ التعامل مع طفلكِ الخائف من النوم وحده؟

من الطبيعي أن يشعر الأطفال الصغار بالخوفِ من الظلام، ومن الخوفِ بمفردهم، لكن توجد بعض الإجراءات التي عليكِ القيام بها للتغلّب على مشكلةِ خوف طفلكِ من النوم بمفرده كما يأتي[٣]:

  • من الضروري فهمكِ لمخاوف طفلكِ، لذلك أعطيه فرصةً لإخباركِ بما يجعلهُ يخاف من النومِ وحده، ولا يجب أن تُجبري طفلكِ عن التحدّث عن خوفه إن لم يكن يريدُ ذلك، وينبغي أن تعلمي أنَّ طبيعة مخاوف الأطفال تختلف في جميع مراحل نموهم، لذلك من البديهي أن يواجه الأطفال الصغار صعوبةً في التفريق بينَ ما هو حقيقي وما هو خيالي، لهذا يجب ألّا تسخري أبدًا من مخاوف طفلكِ، فما يبدو لكِ سخيفًا قد يُشكّل تهديدًا حقيقيًّا بالنسبةِ لطفلكِ.
  • بمجرّد معرفتكِ لطبيعةِ مخاوف طفلكِ يجب عليكِ عدم دعمها أو تشجيعه عليها، فإذا كان طفلكِ مثلًا يخاف من الوحوش، فلا ترشّي بخّاخًا على أنّهُ طارد للوحوش، أو تجلبي عصًا أو ما شابهَ ذلك على أنكِ ستضربينها، فهذه التصرّفات ستدفع طفلكِ أإلى الاعتقاد بأنّكِ مقتنعة بمخاوفه، فضلًا عن أنّ هذه التصرّفات قد تولّد جوًّا للراحةِ واللعب لطفلكِ، وستؤخّر وقتِ نومه، ولن تساعدهُ على التخلّص من مخاوفه بتاتًا.
  • من المفيد أن يكون لدى طفلكِ شيء يُشعره بالأمان، مثل بطانية خاصة أو لعبة معيّنة، ليحتفظ به خلال الليل، وهو ما سيساعدهُ على الشعور بالمزيد من الاسترخاء والأمان وقت النوم.
  • يُستحسن أن تتركي ضوءًا خافتًا وقت نوم طفلكِ، حتى إن لم يكن طفلكِ يخاف من الظلام، كما يجب أن تحاولي ترك باب غرفة طفلكِ مفتوحًا في وقت نومه، حتى يشعر بالراحة وتخف مخاوفه المرتبطة بالانفصال عنكِ في وقت النوم.
  • لا تسمحي لطفلكِ بمشاهدة البرامج التلفزيونية أو مقاطع الفيديو المخيفة، والتي قد تزيد من مخاوف طفلكِ في وقتِ نومه.
  • من المهم أن تساعدي طفلكِ على التعرّض لتجارب نهاريّة تعزّز من ثقته بنفسه، فإذا شعر طفلكِ بالثقة خلال النهار فسوفُ يساعدهُ ذلك على الشعور بالأمان خلال الليل أيضًا.


طرق تساعدكِ في تهدئة طفلكِ استعدادًا للنوم

قد ينام بعض الأطفال بسهولة، فيما يحتاج البعض الآخر للمزيد من الجهد حتى يتمكنوا من النوم، لذلك عليكِ اتباع بعض النصائح التي ستساعدكِ على تهدئة طفلكِ استعدادًا للنوم كما يأتي[٤]:

  • لا تُقدمي الطعام لطفلكِ قبل وقت قصير من موعد نومه، لأنّ تناول الطعام سيرفع من طاقته، وسيزيد من حركته، وسيبقى مستيقظًا لوقتٍ أطول، كما يجب عليكِ عدم إعطاء طفلكِ طعامًا يحتوي على السكر قبل عدّة ساعاتٍ من موعد نومه، حتى لا يمدّهُ السكر بالطاقة الزائدة.
  • استبدلي الأجهزة اللوحية وشاشات التلفاز بالكتب المفيدة، فالسماح لطفلكِ بمشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية لوقتٍ طويل لن يساعدهُ على الحصول على نومٍ مريح، وقد يُعيق قدرته على النوم من الأساس، بعكس قراءة الكتب التي تساعدهُ على الاسترخاء والنوم المريح.
  • ساعدي طفلكِ أن يعبّر عن أفكاره قبل النوم بالرسم أو بالكتابة عن يومه، فهذه طريقة رائعة للتعبير عن أفكار الطفل وتهدئة جسمه، كما أنّ القيام بالكتابة أو الرسم يُشغل الدماغ بأكمله، وتساعد طفلكِ على فهم تجاربه وأحداث يومه، ليتعامل معها بطريقةٍ صحيحة.
  • دعي طفلكِ يحتضن لعبةً محشوّة، فالألعاب المحشوة مرافقون رائعون للأطفال عند نومهم وحدهم، كما أنها تُقلل من قلق طفلكِ وقت نومه، وتقلل من تعرّضه للكوابيس إذا كان بجانبه حيوان محشوّ، ويمكنكِ تعزيز هذه الفكرة من خلال تشجيع طفلكِ على تسمية ألعابه المحشوّة.
  • حافظي على روتين ثابت لموعد نوم طفلكِ كل ليلة، حتى يعتاد عقله على النوم بوقتٍ معيّن وثابت، وبغض النظر عن بعض الظروف الاستثنائية التي قد تؤخر نوم طفلِ مثل الزيارات العائلية، فعليكِ أن تضعي قاعدة عامّة للنوم لا تتأثر كثيرًا بالظروف الاستثنائية.


المراجع

  1. Aarohi Achwal (16-6-2020), "How to Make Your Child Sleep Alone"، parenting.firstcry, Retrieved 16-6-2020. Edited.
  2. "Help Your Child Sleep Alone", ogradywellbeing,16-6-2020، Retrieved 16-6-2020. Edited.
  3. "Bedtime Fears: Helping Overcome Them", cincinnatichildrens,16-6-2020، Retrieved 16-6-2020. Edited.
  4. "7 Ways to Calm Restless Kids Before Bedtime", activebeat,16-6-2020، Retrieved 16-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :