تغذية مرضى التوحد

مرض التوحد

يُعرّف مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد بأنّه أحد الاضطرابات العصبية، التي تتسبب في ضعف التواصل الاجتماعي، وتكرار سلوكيات معينة، وعادةً يكون تشخيص الإصابة بمرض التوحد في مرحلة الطفولة قبل عمر الثلاث سنوات، إذ قد تظهر أعراض التوحد عند بعض الأطفال منذ الولادة، بينما قد تتأخر في الظهور عند أطفال آخرين، ومن أهم أعراض التوحد هو اعتماد أنماط غريبة في الكلام، كاستخدام نغمة تشبه الرجل الآلي، وتجنّب التواصل البصري مع الآخرين، وعدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه، بالإضافة إلى صعوبات في فهم الآخرين، وحتى في التعبير عن أنفسهم، أمّا في ما يخصّ علاج اضطراب التوحد، فإنّ كل حالة تختلف عن غيرها، ويتمثل العلاج عادةً في السيطرة على المشاكل الصحية المرتبطة بالتوحد، وبمتابعة الحالة مع الطبيب المختصّ[١].


تغذية مرضى التوحد

يتسائل كثيرون حول أهمية ودور الأنظمة الغذائية في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، لكن لا يوجد دليل يؤكد على أنّ اتباع نظام غذائي معين يعالج مرضى التوحد بفعّالية، ومع ذلك فإنّه تُوجد اتجاهات تدعم استبعاد الجلوتين والكازيين من غذاء مرضى التوحد على أمل تحسين الأعراض، لذا فإنّه من الأنسب التحدّث مع الطبيب المختص لمناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة لاتباع أحد الأنظمة الغذائية المقترحة لاضطراب التوحد، ونقدّم فيما يأتي أهم المحاور المتعلّقة بتغذية مرضى التوحد[٢]:

الأغذية التي ينصح بتناولها أو تجنبها

تبعًا لشبكة مرضى التوحد، فإنّ طفل من بين 5 أطفال مصابين بالتوحد يتبعون نظام غذائي خاص بهم، ويُقصد بالنظام الخاص بمرضى التوحد هنا هو اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين والكازين، وقد وُجد أنّ ما يقارب 25% من المرضى قد تحسنت لديهم الأعراض باتباع هذه الحمية، ويجدر بالذكر أنّ الجلوتين هو البروتين الموجود في القمح، أمّا الكازين فهو البروتين الموجود في الحليب، وقد لاحظ أهالي المرضى أنّ استقصاء هذين البروتينين من النظام الغذائي قد ساعد في تحسين أعراض مرض أبنائهم، ويقتضي التنبيه إلى ضرورة تجربة هذه الحمية لمدة شهر في البداية، ثمّ ملاحظة تحسن الأعراض، وفي حال كان الطفل يشرب كميات كبيرة من الحليب، فينصح باستبداله بحليب اللوز أو حليب الصويا المُدعّم بالكالسيوم[٣].

المكملات الغذائية

تظهر العديد من الدراسات بأنّ تناول بعض المكملات الغذائية يساهم في تحسين أعراض التوحد، لكن ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول أي منها، والتي تشمل[٤]:

  • الأحماض الدهنية: تساهم الأحماض الدهنية في نموّ وتطوّر الدماغ وجهاز المناعة، ومن أهم مصادرها الأوميغا 3 والأوميغا 6، وينبغي الحصول عليها من الغذاء أو من المكملات الغذائية، ذلك لأنّ الجسم لا يستطيع تصنيعها بنفسه.
  • البروبيوتيك: تعيش البكتيريا الجيدة في القناة الهضمية، إذ يحتاجها الجسم في عملية الهضم، ويمكن تناول البروبيوتيك أن يساعد في السيطرة على الالتهابات المرتبطة بالتوحد.
  • الفيتامينات والمعادن: يعدّ تناول مكمّلات الفيتامينات والمعادن هامًّا لمرضى التوحد، لضمان حصول أجسامهم على العناصر الغذائية، خاصةً أنّ مرضى التوحد لا يحصلون على حاجتهم من هذه الفيتامينات والمعادن من غذائهم اليومي.

تعديل العادات الغذائية

ينصح باتباع العادات الغذائية الآتية مع مرضى التوحد[٥]:

  • مشاركة الطفل بإعداد الطعام: إذ يعاني العديد من أهالي مرضى التوحد من عدم تقبّلهم لأي طعام أو نكهة جديدة، لذا من المقترح أن يصطحب الأب أو الأم الطفل معهما لشراء مستلزمات الطعام، وتعريفه على نوع الخضار أو الفواكه وفوائدهما ومعلومات عن زرعها وغير ذلك، فقد يساعد ذلك في تقبّل الطفل للطعام بعد عدّة محاولات.
  • تنظيم أوقات الطعام ضمن روتين معين: يضمن تقديم وجبات الطعام بموعد شبه ثابت يوميًا، في تقليل التوتر لمريض التوحد، مع أهمية تقديم الوجبات المفضلة لديه.
  • المتابعة مع إخصائي تغذية: وذلك لاتباع حمية غذائية تناسب مريض التوحد، وأيضًا للاستفسار عن الحميات التي تساعد في تحسين الأعراض، ممّا يساهم في تحسين نمط حياة المريض ليصبح صحيًا ومتوازنًا.


علاج مرض التوحد

لا يوجد علاج محدد لجميع مرضى التوحد، فكل طفل مصاب بالتوحد ينبغي تقييم وضعه فرديًّا، ويعتمد الطبيب في تشخيص حالة المريض على التحاليل المخبرية، وتقارير الوالدين، والفحص الجسدي، على الرغم من أنّه لا يوجد تحليل مخبري يكشف عن الإصابة بالتوحد، إلا أنّه يلزم من جملة الاختبارات التي تُعرّف الطبيب على الأعراض المرافقة للتوحد، ولحسن الحظ، فإنّ معظم الأطفال يَشهدون تحسّنًا عند تعليمهم المهارات الحياتية الأساسية كالمشي والكلام، والتفاعل مع باقي الأطفال، وقد يتحسّن العديد من الأطفال عند اتباعهم حمية غذائية معينة، بالإضافة لوصف بعض الأدوية اللازمة ضمن خطة العلاج، والتي يتزامن معها العلاج البدني والاجتماعي والتثقيفي[٣].


المشاكل الصحية والتغذوية التي يواجهها مرضى التوحد

يعاني مرضى التوحد من مشاكل في القناة الهضمية، وتشمل الإسهال المزمن، وانتفاخ البطن، والغازات وعدم الارتياح، بالإضافة للارتجاع المعديّ المريئيّ، والإمساك، والمعاناة من انحشار البراز، ومتلازمة تسرّب الأمعاء، وخطر الإصابة بنقص المواد الغذائية، والتحسس الغذائي، أو عدم التحمّل الغذائي، ومشاكل أخرى في التغذية، لذا من هنا ظهرت أهمية الانتباه لنوعية غذاء مرضى التوحد، واتباع حميات خاصة بهم، ومراعاة الأعراض والمشاكل الهضمية التي يعانون منها[٣].


المراجع

  1. Rachel Nall MSN CRNA (20-11-2018), "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  2. Jay L. Hoecker (29-11-2016), "Autism spectrum disorder treatment: Can special diets help?"، www.mayoclinic.org, Retrieved 20-8-2019.
  3. ^ أ ب ت Kathleen M. Zelman (1-2-2010), "Diet and Autism"، www.webmd.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  4. Smitha Bhandari (18-3-2019), "Does Diet Help with Autism?"، www.webmd.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  5. Karen Ansel (2-4-2018), "Autism Spectrum Disorders (ASD) and Diet"، www.eatright.org, Retrieved 20-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :